منتديات عمالقة السات

منتديات عمالقة السات (https://www.amalqtsat.com/vb/index.php)
-   المنتديات الإسلامية (https://www.amalqtsat.com/vb/forumdisplay.php?f=422)
-   -   سلوا الله العفو والعافية (https://www.amalqtsat.com/vb/showthread.php?t=53520)

محمود الاسكندرانى 2025/11/16 05:21 PM

سلوا الله العفو والعافية
 

https://www5.0zz0.com/2020/05/10/02/764648558.gif
https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png
منذ أن يعي الإنسانُ على نفسه وهو يبحثُ عن السعادة، وينشد الراحة والطمأنينة.. فمنهم من يظنها في الأموال، فهو يشقى ويكدح ليجمعه من كل سبيل، ومنهم من ظنها في المنصب والجاه، فهو يلهث خلف الترقيات والمسؤليات.. ومنهم من ظنها في الشهرة والأضواء، فهو يجاهد ليعرف ويذكر في كل مكان، ومنهم من ظنها في السفر والسياحة، ومنهم من ظنها في المأكل والمشرب، ومنهم من ظنها في الملبس والمركب، ومنهم من ظنها في المسكن والمنكح، ومنهم من ظنها في غير ذلك من متع الدنيا ولذاتها.. وغاب عنهم أو تجاهلوا أن كل متع الدنيا وزخارفها لا طعم لها من دون العافية..
وأن كلَّ متع الدنيا ولذائذها يمكن الاستغناء عنها، أو أن يعتاض عنها بغيرها، إلا العافية فلا غنى عنها، ولا بديل لها..
وما هي العافية يا عباد الله: العافية هي سلامةُ الدين، وصحة الجسد، وطمأنينةُ القلب، وراحة البال، واستقامةُ الأحوال..
العافية هي أن تبيت أمناً في بيتك، معافاً في بدنك، عندك قوت يومك.. في صحيح مسلم، قال رسول الله ﷺ: «من أصبح منكم آمناً في سِرْبه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حِيزت له الدنيا بحذافيرها».. العافية أن تمرَّ أيامك دون ألمٍ يوجعك، ولا خوفٍ يقلقك، ولا حزنٍ يكسرك، ولا حاجةٍ تذلك..
العافية أن يعافيك الله في دينك قبل بدنك، وفي قلبك قبل جسدك، وفي سريرتك قبل علانيتك.. العافية هي المسكن الآمن، والأسرة المتماسكة، والمحبة المتبادلة، والضحكة الصافية.. العافية هي سكينة الروح، وانشراح الصدر، وطمأنينة القلب، وراحة البال..

العافية أن تنام بلا ألم يسهرك، وأن تستيقظ بلا خبرٍ يفزعك، وأن تعمل بلا عجزٍ يقعدك، وأن تسيرَ في الحياةِ بلا همٍّ يُؤرِّقك، ولا خوفٍ يُقلقك، وأن تقابل الناس بلا دينٍ يُثقلك، ولا عيبٍ يُخجلك.. العافية هي أن يديم الله سترك، وألا تنكشف معايبك وعوراتك.. وألا يخيب ظنك في أقرب الناس لك.. في الحديث الصحيح، عن الصِّدِّيق رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ ﷺ قال: «سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ؛ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنَ الْعَافِيَةِ».. والعفو: هو مَحْوُ الذنوب وسَتْرُها، والتَّجاوز عنها.. والعافية: هي السلامةُ من العُيوبِ والذنوب، والشرور كلها.. وفي الحديث الصحيح، قال عليه الصلاة والسلام: "ما من دعوةٍ يدعو بها العبدُ أفضلُ من اللَّهمَّ إنِّي أسألُك المعافاةَ في الدُّنيا والآخرةِ".. وفي رواية صحيحة: ما من دعوة أحب إلى الله من قول العبد: "اللَّهمَّ إنِّي أسألُك المعافاةَ في الدُّنيا والآخرةِ".. فسلوا الله العفو والعافية..
العافية يا عباد الله: هي أكثر وأهمُّ ما يحتاجه كل البشر من أمور دنياهم.. إذا فّقد أحدٌ العافية فوالله لن يغني عنه ماله مهما كثر، ولا منصبهُ مهما علا، ولا أعوانهُ مهما كثروا..
فبدون العافية لا طعمَ للحياة، ولا لذةَ لعيش، ولا مُتعةَ بنعيم.. وأعز الناس، وأغنى الناس، وأقدر الناس.. لا يستغنون عن العافية..
فالأرصدة الضخمة، والقصور الفخمة، والمناصب العالية، والأضواء والشهرة، وجميعُ متعِ الدنيا وزخارفها، تفقدُ طعهما، وتذهبُ لذتها، ويزهد فيها مالكها إذا فقد العافية.. كلُّ جميلٍ تراهُ من حولك، فوالله ما جملهُ إلا العافية، ولولا العافية لم تره جميلا..

قيل لأحدهم ما النعمة الكبرى؟.. قال العافية..
في الحديث الصحيح، أن الرسول ﷺ لم يكن يدعُ هؤلاءِ الدعواتِ حين يُمسي وحين يُصبحُ: "اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في الدنيا والآخرةِ، اللهمَّ إني أسألُك العفوَ والعافيةَ في دِيني ودنيايَ وأهلي ومالي، اللهمَّ استُرْ عوراتي، وآمِنْ روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذُ بك أن أُغْتَالَ من تحتي".. وقوله: «اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي، وآمِنْ روعاتي، واحفظني من بين يدي ومن خلفي،»: أي اسْتُرْ عُيوبي وكلَّ ما يسوؤنِي كشفُه، وأَمِّنِّي مِن كلِّ ما يُخيفُني، واحمني من جميع الشرور والمضرات..

العافية هي أم الملذات، وأساس النعم، وما تلذذ متلذذ بنعيم إلا بالعافية.. فإذا غابت العافية غاب كل نعيم.. ولا يعرف قيمة العافية إلا من فقدها.. فأسألوا عن قيمة العافية أنين المرضى، وضيق المهمومين، وغصص المديونين، وقهرُ المظلومين، وجوع المشردين..
متى أصيب الانسان بوعكةٍ شديدة تلزمه الفراش، أو صداعٍ قوي يزلزل الراس، أو اكتئابٌ حادٌ يطبقُ على صدره فيجعله يتمنى الموت، أو خوفٍ دائمٍ يطير معه النوم والاستقرار، أو لو أصيب بأيّ مصيبةٍ شديدة، فستنقلب كل أمانيه، وتتغير كل قناعاته.. ولخرجَ بقناعةٍ تامة، أنّ أغلى ما يملكه الانسان من أمور الدنيا هي العافية، ولا شيء أهمَّ ولا أغلى من العافية..
لقد رأينا من جمع المليارات، وحاز كل أسباب المتع والملذات، وصار من أشهر المشاهير، ثم قالها بمرارةٍ وأمام الكاميرات: كنتُ فيما سبق سعيدًا، أمّا الآن فأنا أتمنى الموت لارتاح.. فلا شيء يمكن أن يشعرك بالأمن والطمأنينة، ويجعل أيامك تمر بهدوء وسكينة، مثل نعمة العافية.. كلُّ متع الدنيا مجتمعة, لن تستطيع اسعادك ما لم يرزقك الله العافية ويديمها عليك.. فسلوا الله العافية ودوام العافية..
https://upload.3dlat.com/uploads/13844341312.png

۩◄عبد العزيز شلبى►۩ 2025/11/16 07:22 PM

رد: سلوا الله العفو والعافية
 
بــــــــــ الله فيك ـــــــــارك
وجزاك الله كل خير

اسلا م محمد 2025/11/16 07:35 PM

رد: سلوا الله العفو والعافية
 
بارك الله فيك اخي الكريم

م / عماد الجميل 2025/11/16 08:50 PM

رد: سلوا الله العفو والعافية
 
شكرا لك اخي الكريم


الساعة الآن 04:59 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions Inc.
منتديات عمالقه السات