تفسير ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد؟
نبذة باستخدام الذكاء الاصطناعي
+3
الآية الكريمة "مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" من سورة ق تعني أنه ما من كلمة يتلفظ بها الإنسان إلا ويوجد لديه ملك حفيظ حاضر مُعَدٌّ لكتابة هذا القول، فلا يُترك شيء إلا وتم تسجيله في صحائف الأعمال ليُحاسب عليه الإنسان يوم القيامة.
التفسير المفصل للآية:
ما يلفظ من قول: يُقصد بها كل ما يتكلم به الإنسان، سواء كان ذلك حديثًا، كلمة، أو حتى همسة. بعض العلماء يرى أن الآية تشمل حتى ما يُعدّ من الأعمال التي لا تثواب فيها ولا عقاب، فالنكرة في سياق النفي تعم.
إلا لديه رقيب عتيد:
رقيب: هو ملك حفيظ يراقب ويُسجل أقوال الإنسان.
عتيد: تعني مهيأ ومُعدّ ومُجهز لهذا الأمر. يقال: عَتَدَ بمعنى حَضَرَ وأَعَدَّ، فهو عَتِيد، أي حاضر ومُهَيَّأ.
المعنى العام: لا تُلقي الكلمة من فم الإنسان إلا وهناك ملكان، أحدهما على اليمين والآخر على الشمال، يُراقب كل ما يقول ويكتبه بدقة وحضور تام، فلا يفارقانه.
الدروس المستفادة من الآية:
المحاسبة الدقيقة: تبيّن الآية أن الله مُطّلع على كل ما يصدر عن الإنسان من قول، وأن هناك نظامًا دقيقًا لحفظ الأعمال وكتابتها.
أهمية حفظ اللسان: تدعو الآية العاقل إلى حفظ لسانه وعدم التكلم إلا بما هو خير أو ما فيه نفع، فكل قول سيُحاسب عليه.
التنبيه بالغفلة: تُحذر الآية من الغفلة عن اللسان، الذي قد يكون سببًا في جلب الأضرار في الدنيا والآخرة، خاصة وأن الكلمات تُسجّل بلا تهاون.
تأكيد على البعث والحساب: تدل الآية على حتمية يوم الحساب والجزاء، حيث تُعرض صحائف الأعمال كاملة، بما فيها ما نطقت به الألسن.