عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم يوم أمس, 04:30 AM
الصورة الرمزية محمود الاسكندرانى
محمود الاسكندرانى محمود الاسكندرانى غير متواجد حالياً
مراقب الأقـسـام الإسـلامـيـة
رابطة مشجعى نادى الاهلـــــى
الاهلـــــى    
تاريخ التسجيل: 2021 Jun
المشاركات : 1,284
افتراضي ما يعين على ترك الفاحشة




اولا : تذكر أخي حين تهم نفسك بالمعصية ربا لا يحجب بصره حجاب ، ولا يغلق عنه باب ... إنه العالم بالسرائر ، كما أنه العالم بالعلانية ، الذي لا تخفى عليه خافية ، ولا يمنع بصرَه أن يكون الإنسان في قعر داره ، أو أن يتدثر بلحافه ، أو أن يكون في جوف البحار أو فوق قمم الجبال ... كل ذلك لا يمنع من رؤية الله له ، فسبحانه من إله عظيم ، وربٍّ لطيف خبير ...
فمن علِم ذلك فليخجل من ربه وليستح منه !! كيف يجترئ على معصيته وهو يعلم أن الله يراه {ألم يعلم بأن الله يرى} ؟!! {وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاء وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ}


ثانيا : إن مما يعين وبشكل كبير على ترك ما حرم الله من الفواحش البعد عن مواطنها وأماكنها قال تعالى : ( ولا تقربوا الزنا ) . فالحذر الحذر من الاقتراب من مقدمات الفاحشة . ومما يعين على ذلك غض البصر ؛ فإن فيه راحة للقلب ، وطمأنينة في النفس ، وحلاوة يهبها الله لذلك الغاض لبصره طلبا لمرضاة الله ، وفي الحديث القدسي وفي سنده مقال ( النظرة سهم مسموم من سهام إبليس من تركه مخافتي أبدلته حلاوة يجدها في قلبه ) .
أما حين تطلق بصرك في الحرام فإن الحسرة لا تفارقك ، والهموم لا تزايلك ، ومع هذا فإنك لم تستفد شيئا من نظرك سوى الكدر والسآمة !!


ثالثا : وإن مما يعين المرء على ترك سبيل الفاحشة وطريقها التأمل فيما أعده الله لأهلها يوم القيامة ، قال تعالى : { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً * إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً }
وفي صحيح البخاري في حديث المنام الطويل وفيه أنه عليه الصلاة والسلام جاءه جبريل وميكائيل عليهما السلام قال: " فانطلقنا فأتينا على مثل التنور؛ أعلاه ضيق وأسفله واسعٌ فيه لَغَطٌ وأصوات؛ قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجالٌ ونساءٌ عراةٌ فإذا هم يأتيهم لهبٌ من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك ضوضوا ـ أي صاحوا من شدة الحر ـ فقلت: من هؤلاء يا جبريل؟! قال: هؤلاء الزناة والزواني " فهذا عذابهم إلى يوم القيامة عياذًا بالله.
وأخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد عن عيسى عليه السلام قال : ( لا يكون البطالون حكماء، ولا يلج الزناة ملكوت السماء. وفي جهنم نهر يقال له نهر الغوطة يجري من فروج المومسات يؤذي أهلَ النار ريحُ فروجهم ) . أجارنا الله وإياكم من خزيه وعذابه .
يقول الإمام أحمد: لا أعلم بعد القتل ذنبًا أعظم من الزنا.


رابعا : من عوامل ترك الفواحش أن يتذكر ذلك المسرف على نفسه بالرتوع في لذات رخيصة عابرة ، وشهوات دنيئة ليتذكرأن الموت بالمرصاد ؛ بل ربما أتى الموت ذلك المذنب وهو مقيم على فاحشة والعياذ بالله ، أو أمام منظر على شاشة يقلب فيها النظر فيما حرم الله ونهى عنه !!
أجل إنه موت الفجأة الذي كل يوم بل كل ساعة نسمع بأخباره .تصديقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (إن من أمارات الساعة موت الفجأة ) رواه الطبراني وحسنه الألباني .

اللهم اجعلنا من أهل القرآن، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار يا رحمن، اللهم بارِكْ لنا في القرآن العظيم، وانفعنا بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.
الشيخ / عبدالله بن محمد العسكر

   

التوقيع

0003.gif?fit=516%2C82&ssl=1

مشاهدة جميع مواضيع محمود الاسكندرانى

رد مع اقتباس