الركب في دين الله
الجذر ركب من الجذور التى أتى ذكرها فيما أخبر أيدينا من كتاب الله عدد قليل من المرات ومعانيه في كتاب الله هى :
اعتلاء الإنسان ظهر الأنعام أو السفن أو ما نسميه في الوقت الحالى وسائل المواصلات
خلق الإنسان على مراحل
القوة وهى البأس
بالطبع من يعادون الإسلام يسخرون من أن الله لم يذكر وسائل المواصلات التى اخترعها الإنسان في كتابه مع أن الله ذكر تلك الوسائل عندما ذكر السفن وهى الفلك التى تجرى بكسب وهو عمل الإنسان مع السفن التى تحركها الريح بدون عمل الإنسان حيث قال :
"ومن آياته الجوار فى البحر كالأعلام إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن فى ذلك لآيات لكل صبار شكور أو يوبقهن بما كسبوا"
بالطبع الله عندما يخلق شىء فهو يعرف كل شىء عنه وهو يخلقه بفوائده للناس وأما الإنسان عندما يخترع آلة فهو لا يعرف كل شىء عنها فما في نفسه هو تحقيق الهدف الذى هو في اعتقاده :
توفير الوقت والمال والجهد أو شىء منهم
ولكن يغيب عنه أن الآلة تلوث وتفسد البيئة وفى حالة وسائل المواصلات التى يقال انها جديدة مع أن الناس سبقوا وأن اخترعوا تلك الوسائل فقد وجدت رسوم الطائرات والصواريخ والسيارات على الآثار الموجودة حاليا إن لم تكن مزورة
ووسائل المواصلات هى رقم واحد في أسباب موت الناس من خلال الحوادث ووسائل المواصلات تستخدم في احداث القتل والدمار في الحروب ووسائل المواصلات هى رقم اثنين في أسباب تلوث الهواء
وسائل المواصلات تتكلف تكلفة كبيرة من خلال رصف الطرق واستخراج النفط والغاز واعداد المطارات والموانىء ونقل النفط والغاز من خلال الوسائل نفسها أو من خلال مد خطوط الأنابيب
بالطبع هناك آثار جانبية أخرى قد لا ندركها مثل السمنة وتضخم حجم الإنسان نتيجة عدم الحركة وعدم الاهتزاز أثناء السفر
والملاحظ أن من يستفيد الاستفادة القصوى من تلك المخترعات هم الأغنياء وليس بقية الناس وهم من أسماهم ألفين توفلر البدو الجدد في كتابه صدمة المستقبل
بالطبع هذه ليست دعوة للتخلف وإنما دعوة لاختراع آلات تفيد الإنسان ولا تتسبب في قتله كالدراجات الهوائية وما كان يسمى بالطائرات الشراعية
وقد ورد عن الركوب التالى في كتاب الله :
مراكب الناس السفن والأنعام :
أخبر الله الناس أنه الذى خلق الأزواج كلها والمقصود الذى أبدع أفراد الأنواع جميعها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون والمقصود وأنشأ من السفن والأنعام ما تستوون عليه وبكلمات مغايرة لتعلوا ظهورها وتذكروا نعمة الرب إذا استويتم عليها والمقصود وتعرفوا منافع الله لكم صعدتم على سطوحها وتقولوا :سبحان الذى سخر لنا هذا والمقصود الاتباع لوحى الله الذى أنشأ لنا هذه المخلوقات وما كنا له مقرنين والمقصود وما كنا له ممهدين لنفعنا وإنا إلى ربنا لمنقبلون والمقصود وإنا إلى جزاء إلهنا راجعون فى المستقبل
وفى المعنى قال سبحانه :
"والذى خلق الأزواج كلها وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة ربكم إذا استويتم عليه وتقولوا سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون "
والمستفاد من القول :
القول عند ركوب الفلك أو الأنعام : سبحان الذى سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون .
مثل الفلك في الركوب:
أخبرنا الله أن الآية وهى الدليل على قدرته أنه حمل ذريتهم فى الفلك المشحون والمقصود اركب وبكلمة مغايرة أنجى أجداد الناس فى السفينة المليئة كما قال سبحانه"فأنجيناه ومن معه فى الفلك المشحون "وخلق لهم من مثله ما يركبون والمقصود وأنشأ لهم من شبهه الذى يستوون عليه وهو الأنعام كما قال سبحانه"وجعلنا لكم من الفلك والأنعام ما تركبون ".
وفى المعنى قال سبحانه :
"وآية لهم أنا حملناهم ذريتهم فى الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون"
والمستفاد من القول :
وجود وسائل ركوب في البر ووجود وسائل في البحر
الصلاة من وضعية الركوب :
أخبرنا الله أن الواجب علينا كمسلمين :
أننا إن خفنا عند أداء الصلاة وهى ذكر الله فيجب أن نؤديها رجالا أو ركبانا والمقصود أن نصليها على أقدامنا ونحن واقفين أو ونحن معتلين ظهور الأنعام أو الآلات أو السفن
وأمرنا أن نذكره إذا أمنا والمقصود أن نردد وحيه إذا اطمأننا ونحن من قاعدين
وهذا الذكر وهو ترديد القرآن يكون كما علمنا الله والمقصود كما عرفنا فى الوحى المنزل والذى لم نكن نعلم والمقصود الذى نكن ندرى به قبل نزول الوحى
وفى المعنى قال سبحانه :
" فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون "
تركيب الإنسان :
حلف الله بالشفق وهو احمرار الجو فى أول الليل والليل وما وسق وهو ما حوى وهو النجوم والقمر إذا اتسق والمقصود إذا تم فأصبح بدرا وهو يحلف على أن الناس يركبون طبقا عن طبق والمقصود يخلقون مرحلة بعد مرحلة وبكلمات مغايرة طور بعد طور وبألفاظ ثالثة خلق بعد خلق كما قال سبحانه"يخلقكم فى بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق"
وفى المعنى قال سبحانه :
"فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق لتركبن طبقا عن طبق "
الفىء ليس نتيجة ركاب:
أخبر الله للمسلمين أن ما أفاء الله على رسوله منهم والمقصود أن ما أعطى الله رسوله (ص)من أملاك الكفار بلا قتال بتركهم تلك الأملاك فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب والمقصود فما قاتلتم عليه بقوة وهى بأس ولكن يسلط رسله على من يشاء والمقصود ولكن الله يجعل رعب ضرر أنبيائه(ص)فى قلب من يريد من الكفار فيدعون أملاكهم والله على كل شىء قدير والمقصود والرب لكل أمر يريده فاعل
وفى المعنى قال سبحانه :
"وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن يسلط رسله على من يشاء "
ركوب المؤمنين بنوح(ص) السفينة:
أخبرنا الله أنه لما جاء أمره والمقصود لما تحقق عذاب الله ففار التنور والمقصود فصعد الماء من الأرض ونزل من السماء وقال لنوح(ص):
احمل فيها من كل زوجين اثنين والمقصود أصعد أى أركب فيها من كل نوع فردين اثنين وأهلك إلا من سبق فيه القول والمقصود وعائلتك إلا من قيل فيه الوحى أنه لا يؤمن والمقصود ابنه وزوجته وهو قوله سبحانه :
"لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن " ،
ومن آمن والمقصود ومن صدق بوحيى
وأخبرنا الله أنه ما آمن معه إلا قليل والمقصود أنه ما صدق بوحى الله سوى عدد قليل وقال لهم نوح(ص):
اركبوا فيها والمقصود اصعدوا وبلفظ مغاير ادخلوا فى السفينة بسم الله مجريها ومرسيها والمقصود بوحى الله مسيرها وموقفها إن ربى لغفور رحيم والمقصود إن خالقى لمفيد لنافع
وفى المعنى قال سبحانه :
"حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل وقال اركبوا فيها بسم الله مجريها ومرسيها إن ربى لغفور رحيم "
نوح(ص) يطلب من ابنه ركوب السفينة :
أخبرنا الله أن السفينة كانت تجرى بالمؤمنين فى موج كالجبال والمقصود تتحرك بهم فى ماء يشبه فى علوه علو الجبال فنادى نوح(ص)ابنه والمقصود أن نوح (ص)خاطب ولده حيث قال يا بنى اركب معنا ولا تكن من الكافرين والمقصود يا ولدى اصعد للسفينة معنا وبكلمات مغايرة ادخل للمركب ولا تصبح مع المكذبين
وفى المعنى قال سبحانه :
"وهى تجرى بهم فى موج كالجبال ونادى نوح ابنه وكان فى معزل يا بنى اركب معنا ولا تكن مع الكافرين "
مكان الركب في بدر :
أخبر الله المسلمين أنهم يوم بدر كان مكانهم فى العدوة الدنيا والمقصود فى الجانب القريب من بدر والكفار فى العدوة القصوى وهو الجانب البعيد من جبل بدر والركب وهم من يعتلون ظهور الدواب والآلات تحتكم والمقصود فى أسفل الوادى تحت الفريقين
وفى المعنى قال سبحانه :
"إذ أنتم بالعدوة الدنيا وهم بالعدوة القصوى والركب أسفل منكم "
وأما الركوب في الروايات والفقه فنجد روايات تطلب من المسلمين قول غير ما قال الله لهم عند ركوب الفلك والأنعام ومنها :
3254- [425-1342] حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ ، أَنَّ عَلِيًّا الأَزْدِيَّ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ عَلَّمَهُمْ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا اسْتَوَى عَلَى بَعِيرِهِ خَارِجًا إِلَى سَفَرٍ ، كَبَّرَ ثَلاَثًا ، ثُمَّ قَالَ : سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا ، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى ، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى ، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا ، وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ ، وَالْخَلِيفَةُ فِي الأَهْلِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالأَهْلِ ، وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ : آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ." رواه مسلم
وما قيل هنا من التكبير وفى رواية البسملة والحمد والتكبير معارض لما في كتاب الله وهو" سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا ، وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ، وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ"
وهناك روايات في الصلاة من وضعية الركوب وأحدها يحرم على النساء الصلاة أثناء ركوب الأنعام وهو :
1218- 1228- حَدَّثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ, حَدَّثنا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ, عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ الْمُنْذِرِ, عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ, أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا: هَلْ رُخِّصَ لِلنِّسَاءِ أَنْ يُصَلِّينَ عَلَى الدَّوَابِّ؟ قَالَتْ: لَمْ يُرَخَّصْ لَهُنَّ فِي ذَلِكَ, فِي شِدَّةٍ, وَلاَ رَخَاءٍ. قَالَ مُحَمَّدٌ: هَذَا فِي الْمَكْتُوبَةِ رواه أبو داود
والثانى يبيح الصلاة من وضعية الركوب للرجال وهو:
1093 - حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى قَالَ حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ"رواه البخارى
وكلاهما معارضان لكون تلك الصلاة في كتاب الله تؤدى فقط عند الخوف من العدو لقوله " فإن خفتم فرجالا أو ركبانا"
ونجد حديث يذكر خلق الدواب في اليوم الخامس من أيام الخلق وهو :
7155- [27-2789] حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ ، وَهَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ ، أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ ، مَوْلَى أُمِّ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ : خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الأَحَدِ ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ رواه مسلم
وهو ما يعارض أن ما في الأرض بما فيها خلق في اليومين الأولين كما قال تعالى :
"قل أإنكم لتكفرون بالذى خلق الأرض فى يومين"
ونجد حديث يجيز ركوب الدواب ومنها الحمار وهو :
4178 - حدثنا عمرو بن رافع . حدثنا جرير عن مسلم الأعور عن أنس بن مالك قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يعود المريض ويشيع الجنازة ويجيب دعوة المملوك ويركب الحمار . وكأن يوم قريظة والنضير على حمار . ويوم خيبر على حمار مخطوم برسن من ليف . وتحته إكاف من ليف " رواه أبو داود
ونجد روايات تبيح ركوب ثلاثة على الدواب مثل :
1798 - حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ أَسَدٍ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا خَالِدٌ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ اسْتَقْبَلَتْهُ أُغَيْلِمَةُ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَحَمَلَ وَاحِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ وَآخَرَ خَلْفَهُ
وهو ما يعارض رواية تحرم ركوب ثلاثة على الدابة حيث أخرج الطبراني في الأوسط عن جابر : نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يركب ثلاثة على دابة . وأخرج الطبري عن أبي سعيد : لا يركب الدابة فوق اثنين