إدريس فى دين الله
ذكر إدريس فى كتاب الله :
ذكر إدريس(ص) فى كتاب الله مرتين :
الأولى أخبر الله رسوله(ص)أن يذكر فى الكتاب والمراد أن يحكى فى الوحى حكاية إدريس(ص) وهى أنه كان صديقا والمعنى خليلا والمقصود صادق القول نبيا والمقصود رسولا إلى الناس بكتاب الله ورفعناه مكانا عليا أى وأسكناه مقاما عظيما والمراد وأدخلناه مكانا حسنا هو الجنة
وفى المعنى قال سبحانه :
"واذكر فى الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا ورفعناه مكانا عليا "
الثانية
بين الله أن رسله إسماعيل (ص)وإدريس(ص)وذا الكفل (ص)من الصابرين وهم المتبعين لوحيه والمقصود الأخيار كما قال سبحانه:
"وكل من الأخيار "
وأخبرنا أنه أدخلهم فى رحمته والمقصود أنه أسكنهم فى جنته بكونهم من الصالحين وهم المسلمين وهم صانعى الأعمال الصالحة .
وفى المعنى قال سبحانه :
"وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين وأدخلناهم فى رحمتنا إنهم من الصالحين "
زمن نبوته :
لا وجود لنص من الوحى لزمن نبوته ولكن الموجود عند المخرفين هو :
كونه النبى أى الرسول الثالث بعد آدم(ص) وشيث
كونه النبى أى الرسول الثانى بعد آدم(ص) كما نقل عن ابن منظور في مختصر تاريخ دمشق:
"عن ابن عباس قال إن إدريس أول نبي بعث بعد آدم، فكان بين موت آدم وبعث إدريس مئتا سنة، لأن آدم عاش ألف سنة إلا أربعين عاما، وولد إدريس وآدم حي فمات آدم وإدريس ابن مئة سنة، فجاءته النبوة بعد موت آدم بمئتي سنة، وكان في نبوته مئة وخمس سنين، فرفعه الله وهو ابن أربعمئة وخمس سنين، وكان الناس من آدم إلى إدريس أهل ملة واحدة متمسكين بالإسلام وتصافحهم الملائكة، فلما رفع إدريس اختلفوا وفتر الوحي."
وهى تخاريف فلا وجود لمقدار عمر آدم (ص)في كتاب الله وما ورد من حديث أخذ أربعين سنة من عمره لتزيد في عمر داود (ص) وهو :
"لمَّا خلقَ اللَّهُ آدمَ ونفخَ فيهِ الرُّوحَ عَطسَ فقالَ: الحمدُ للَّهِ، فحمِدَ اللَّهَ بإذنِهِ، فقالَ لَهُ ربُّهُ يرحَمُكَ اللَّهُ يا آدمُ، اذهب إلى أولئِكَ الملائِكَةِ، إلى ملأ منهُم جلوسٍ فقل: السَّلامُ عليكُم قالوا: وعليكَ السَّلامُ ورحمةُ اللَّهِ، ثمَّ رجعَ إلى ربِّهِ، قالَ: إنَّ هذِهِ تحيَّتُكَ وتحيَّةُ بَنيكَ، بينَهُم فقالَ اللَّهُ لَهُ ويداهُ مَقبوضتانِ: اختَر أيَّهما شئتَ، قالَ: اختَرتُ يمينَ ربِّي وَكِلتا يدي ربِّي يمينٌ مبارَكَةٌ ثمَّ بسطَها فإذا فيها آدمُ وذرِّيَّتُهُ، فقالَ: أي ربِّ، ما هؤلاءِ؟ فقالَ: هؤلاءِ ذرِّيَّتُكَ، فإذا كلُّ إنسانٍ مَكْتوبٌ عُمرُهُ بينَ عينيهِ، فإذا فيهم رجلٌ أضوَؤُهُم أو من أضوئِهِم قالَ: يا ربِّ مَن هذا؟ قالَ: هذا ابنُكَ داودُ قد كتبتُ لَهُ عُمُرَ أربعينَ سنةً. قالَ: يا ربِّ زِدهُ في عمرِهِ. قالَ: ذاكَ الَّذي كتبَ لَهُ. قالَ: أي ربِّ، فإنِّي قَد جعَلتُ لَهُ من عُمُري ستِّينَ سنةً. قالَ: أنتَ وذاكَ. قالَ: ثمَّ أُسْكِنَ الجنَّةَ ما شاءَ اللَّهُ، ثمَّ أُهْبِطَ منها، فَكانَ آدمُ يعدُّ لنَفسِهِ، قالَ: فأتاهُ ملَكُ الموتِ، فقالَ لَهُ آدمُ: قد عجَّلتَ، قَد كتبَ لي ألفُ سنةٍ. قالَ: بلَى ولَكِنَّكَ جعَلتَ لابنِكِ داودَ ستِّينَ سَنةً، فجَحدَ فجَحدَتْ ذرِّيَّتُهُ، ونسيَ فنَسيَتْ ذرِّيَّتُهُ. قالَ: فمِن يومئذٍ أُمِرَ بالكتابِ والشُّهودِ"رواه أبو داود
معارض لكتاب الله في كون الأجل لا يتقدم ولا يتأخر كما قال سبحانه :
" فإذا أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "
كما يتناقض مع كون الله الوحيد العالم بالغيب هو الله كما قال سبحانه :
" وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو "
مكان ولادته واقامته:
اختلف المخرفون في مكان ولادته فمرة قالوا أنه من مواليد بابل ومرة قالوا أنه من مواليد مصر ومرة قالوا من مواليد فلسطين وهو أمر مستبعد إذا كان من أحفاد آدم(ص) المباشرين لأنهم كانوا يعيشون معه في مكة أم القرى التى انتشر منها البشر إلى بقية قرى العالم
ويقولون أن أقام بمصر بقية حياته وعلم أهلها وهو كلام بلا أى دليل من وحى الله
وهناك قول أخر يقول" أنه من السريان أقدم الأمم، وملتهم هي ملة الصابئين - نسبة إلى صابي أحد أولاد شيث – وقد أخذ الصابئون دينهم عن شيث وإدريس، وإن لهم كتابا يعزونه إلى شيث ويسمونه صحف شيث"
وهو كلام كاذب فالصابئة كانوا بعد اليهود كما في ترتيب الآيات :
"إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئون والنصارى من أمن بالله واليوم الأخر وعمل صالحا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون"
وقال سبحانه :
"إن الذين أمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة"
وهو ما يتعارض مع أقوالهم أنه كان بعد آدم(ص) بقليل وهو قول صادق لأن الوحيد الذى ليس من ذرية ممن حمل مع نوح(ص) ولا من ذرية إبراهيم(ص) ولا ذرية إسرائيل(ص) هو إدريس (ص)فيكون هو الوحيد في سورة مريم الذى من ذرية آدم (ص) حيث قال سبحانه :
"أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا"
المكان العلى :
اختلف القوم في رفعه فقيل أن السبب في رفعه :
أن في كتاب القدر قدر أن يموت في السماء الرابعة وجاء في الرواية التالية :
"سأل ابن عباس كعب الأحبار عن قول الله تعالى عنه “ورفعناه مكاناً علياً” فقال كعب إن الله أوحى إليه، أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم “من أهل زمانه” فأحب أن يزداد عملا، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال له إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملا، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدرا، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟ قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت يا للعجب، بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو في الأرض، فقبض روحه هناك. "
وهى رواية كاذبة لأن الله بين أن كل الناس يموتون في الأرض بلا استثناء أحد منهم يبعثون كما قال سبحانه :
"قال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون"
وقيل أنه بعد موته في الأرض رفع للسماء الرابعة كما في بعض روايات حديث الإسراء :
"ثُمَّ عُرِجَ بنا إلى السَّماءِ الرَّابِعَةِ، فاسْتَفْتَحَ جِبْرِيلُ عليه السَّلامُ، قيلَ: مَن هذا؟ قالَ: جِبْرِيلُ، قيلَ: ومَن معكَ؟ قالَ: مُحَمَّدٌ، قالَ: وقدْ بُعِثَ إلَيْهِ؟ قالَ: قدْ بُعِثَ إلَيْهِ، فَفُتِحَ لنا فإذا أنا بإدْرِيسَ، فَرَحَّبَ ودَعا لي بخَيْرٍ، قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {وَرَفَعْناهُ مَكانًا عَلِيًّا} رواه البخاري
وقيل رفع للسادسة كما قال العوفي عن ابن عباس في قوله وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا: رفع إلى السماء السادسة فمات بها"
وكل الأقوال متعارضة وتعارض أن الجنة في السماء السابعة حيث تتواجد سدرة المنتهى وفيها كل الرسل (ص)والمسلمين الموتى كما قال سبحانه :
"ولقد رءاه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى عندها جنة المأوى"
نسب إدريس (ص) :
في العهد القديم في سفر التكوين هو أخنوخ بن يارد بن مهلاييل بن قينن بن أنوش بن شيث بن آدم.
وفى قول خارج العهد القديم هو :
إدريس بن يارد بن مهلائيل وينتهي نسبه إلى شيث بن آدم.
وهو كلام بلا أدلة من وحى الله وكل ما ورد فى الأنساب هو كذب بنسبة كبيرة جدا
الأخبار الكاذبة فى أعماله :
ذكر ابن إسحاق أنه أول من خط بالقلم وقد أدرك من حياة آدم ثلاثمائة سنة وثماني سنين.
وقد قال طائفة من الناس أنه المشار الي في حديث معاوية بن الحكم السلمي لما سأل الرسول محمد صلى الله عليه وسلم عن الخط بالرمل فقال: “ إنه كان نبي يخط به فمن وافق خطه فذاك “.
وهو خبر يعارض كتاب الله في أن أول من خط بالقلم من البشر آدم (ص) وتبعته زوجته وأولاده كما قال سبحانه :
" وعلم آدم الأسماء كلها "
وقال :
"الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "
وقالوا :
وأول من خاط الثياب ولبسها، وأول من نظر في علم النجوم وسيرها، وأول من صنع الأدوات والآلات، وأول من استخدم الدواب أو الخيول للهجرة وللجهاد، وأول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدنا في أرضها، وأنشئت في زمانه 188 مدينة."
وكل هذا يعارض كتاب الله في كون الله أنزل والمقصود خلق الملابس وعلم خياطتها لآدم(ص) وأولاده كما قال سبحانه :
"يا بنى أدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوءاتكم وريشا"
كما يعارض أن الله سخر الحيوانات للناس وأولهم آدم (ص) كما قال سبحانه :
"ألم تر أن الله سخر لكم ما فى الأرض"
وذكروا أنه كان يتكلم باثنين وسبعين لسان هم مجموع ألسنة الناس في عصره حتى يعلمهم كتاب الله
وهو كلام ليس في وحى الله ولا توجد تلك الآية إلا في العهد الجديد حيث تكلم تلاميذ المسيح(ص) بلغات الأمم المختلفة دون أن يتعلموا منها شىء
ومن الموضوعات التى تكلموا فيها عنه :
كونه إلياس أو غيره :
قال ابن كثير في قصص الأنبياء:
"قال البخاري ويذكر عن ابن مسعود وابن عباس أن إلياس هو إدريس واستأنسوا. في ذلك بما جاء في حديث الزهري عن أنس في الإسراء أنه لما مر به عليه السلام أي بإدريس قاله له مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح ولم يقل، كما قال آدم وإبراهيم مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح قالوا فلو كان في عمود نسبه لقال له كما قالا له.
وهذا ما ذهب إليه الضحاك بن مزاحم وحكاه قتادة ومحمد بن إسحاق .
وقد رجح ابن كثير أنهما مختلفان وأن إلياس ليس هو إدريس، فقال: والصحيح أنه غيره كما تقدم."
وكما سبق القول إنه الوحيد الذى كان من ذرية آدم(ص) قبل نوح(ص)في سورة مريم بينما إلياس(ص) ذكر في الذرية الإبراهيمية كما في قوله سبحانه :
"ووهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين "
ومن ثم لا يمكن أن يكون إدريس(ص) محب الدرس وهو العلم هو إلياس (ص)
ونجد أن البعض قد تناول لفظ إدريس لغويا فذكر اختلاف اللغويين فى كونه علم منصرف أو غير منصرف وذكر أمورا لا علاقة لها بحقائق الوحى فسيان أن يكون منصرفا أو غير منصرف وذلك البحث يؤكد الباحث فيه على كون إدريس(ص) هو حنوك او أخنوخ المذكور في العهد القديم وهو كلام ليس من وحى الله فكتبة العهد القديم بشر وهو ليس من عند الله
وكل ما قيل خارج الوحى سواء نسب للنبى الخاتم(ص) أو للصحابة أو للعهد القديم او غيره لا يصح منه شىء فكلها أقوال جدالية تدخلنا في متاهة قيل وقال والغرض من الوحى هو :
تعلم الدروس والأحكام وليس تعلم مقدار الأعمار ولا أوائل الأعمال وأواخرها أو الفرد هو كذا أو كذا فكل هذا من ضمن شغل الناس عما اراد الله منهم وهو طاعة أحكامه بعمل الصالحات واجتناب السيئات.
2025/11/07, 03:27 PM
)
إدريس فى دين الله
